حكاية طائر هزم الجيش الأسترالي.. «الأيمو» مقاتل شرس ويأكل المعادن 

طائر الإيمو - أرشيفية
طائر الإيمو - أرشيفية

كتب عطا أبورية

البشر دائما في حالة حرب أو صراع لا تنتهى باختلاف أشكالها وأنواعها سواء كانت حروب نفسيه أو تقليدية مع الأعداء أو مع حشرات وكائنات ضارة، ومن بينها طائر الإيمو.

ومع الوقت تصبح حالة الحرب تلك حكايات تروى للتسلية، ولكن فى حالة أن تصبح الهزيمة ساحقة، تصير الحكاية مؤلمة وخاصة لو تحولت الى مادة للسخرية، مثل هزيمة الجيش الأسترالي عام 1932، في معركته ضد طائر الإيمو الشبيهة بالنعام، حيث قرر الجيش الأسترالى القيام بعملية عسكرية ضدها بعد أن دمرت محصول القمح.

في أوائل الثلاثينيات نشرت مجلة لوبوان الفرنسية تقريرا تؤكد فيه تعرض قطاع الزراعة والمزارعين  لكساد وضرركبير في غرب أستراليا، بعد انهيار سعر القمح، مما أدى إلى إغراق المزارعين في الديون وهجرة طيور الإيمو العملاقة إلى المنطقة زاد الوضع تدهورا بشكل كبير جدا، حيث نزل أكثر من 20 ألفا من طائر الإيمو العملاق، والتي يصل طول الواحد منها إلى قرابة المترين، ويزيد وزنه عن 45 كيلو جرام، ويمكنه تجاوز سيارة تسير بسرعة 50 كم في الساعة، وألتهمت كل شيء في طريقها، مما شكل ضربة حقيقية للأستراليين.

وطائر الأيمو هوأكبر الطيور الأسترالية حجمًا، وهو ثاني أكبر الطيور الحية في العالم بعد قريبته النعامة غير القادرة على الطيران أيضًا، وزادت مع انتشار الأراضي الصالحة لِلزراعة، وهى تستطيع استغلال محاصيل الحُبُوب استغلالًا فعَّالًا، واختارت الحكومة الأسترالية عن حل سريع  حفاظا على سمعتها، فقامت بإرسال الجيش، ونشر جنود مجهزين ببنادق لويس الآلية و10 آلاف طلقة للقضاء على الأيمو، ولاقت المبادرة ترحيبا من السكان المتضررين، وظن الجيش أن 3 جنود يكفون لردع الطائر، وخاصة أن الإيمو من الطيور التى لا تستطيع الطيران، ولكن الجيش أخطأ في التقليل من ذكاء الأيمو وسرعتها ، وفق كلام العميد جوينيد بورفيس، الذي "قاتل" في هذه العملية. 

أهدر الجيش فى تلك المعركة، 2500 طلقة ذخيرة مقابل قتل حوالي 100 من طيور الإيمو، وتسببت طيور الإيمو المنظمة والمتفاعلة في هزيمة للجيش الأسترالى، دون أي خسائر في جيشها، وتصبح العملية مجالا للسخرية على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد، عالم الطيور الأسترالي دي إل سيرفينتي لخص حرب الإيمو بشكل جيد في الموسوعة البريطانية قائلا، انسحبت القوات الأسترالية من منطقة القتال بعد حوالي شهر، ليعدّ ذلك هزيمة للجيش أمام آلاف من طيور الإيمو.


يتغذى الإيمو على عدة أنواع من النباتات والأعشاب الخشنة القاسية، غير أنَّهُ يُؤثرُ أكل النباتات الغضَّة، كما يتغذَّى أيضًا على الثمار والأزهار والبُزُور والحشرات، و يستطيع أن يمكث أسابيع من غير غذاء، ويقوم بابتلاع الحصى والأعشاب المتصلبة وقطع المعادن لطحن الغذاء في جهازه الهضمي ، ونادرًا ما يشرب ، كما يستطيع السباحة، وهو طائر فضولي يقوم بملاحقة البشر والحيوانات ومراقبتها، ولا ينام نومًا متواصلًا في الليل، بل ينام على عدة فترات قصيرة، وهو ينام جالسًا.

 


يتم التزاوج فى عمر يتراوح بين 18 إلى 20 شهرًا، وعادة ما تضع الإناث عدداً يتراوح بين 5 إلى 24 بيضة في المرة الواحدة، ويمكن للعش الواحد أن يضم بيض العديد من الإناث ، ويكون البيض كبيراً وأخضر اللون مائل الى الأزرق ، ويتولى الذكر مهمة حضانة البيض لوحده، وعادة ما تبدأ فترة الحضانة بعد وضع آخر بيضة وهو لا يتناول الطعام أو الشراب خلال تلك الفترة وإنما يعتمد على الدهون المخزنة في جسده للبقاء على قيد الحياة، حتى لا يغادر العش، وبعد مرور فترة حضانة تتراوح بين 48 إلى 56 يومًا يفقس البيض ويكون وزن الفرخ نصف كيلو تقريبا، ويستمر الذكور فى حماية الصغار بعد الفقس وتعليمهم كيفية الحصول على الطعام لمدة 7 أشهر، ويستقل الصغار عن والدهم في عمر يتراوح بين 15 إلى 18 شهرًا. 
يمكن تربية طائر الإيميو فى المزارع لحل مشكلة نقص اللحوم الحمراء، ولحوم الإيميو في سبيلها لغزو الأسواق المصرية حيث يماثل في لونه الأحمر القاتم لحوم الكندوز‏، ولكنه يماثل في فائدته العظيمة للإنسان لحوم طائر النعام لخلوه من الكولسترول.

كما أن له مذاق رائع يفوق لحوم النعام ، وطائر الإيميو يتميز عن النعام بعدم الشراسة وأنه غير عدواني ويمكن تربيته في أي مساحة ، وقد تنبه أصحاب مزارع النعام إلي إمكانية تربية طائر الإيميو في مزارع النعام خاصة أنه الأسهل من الأخير في تربيته‏ ،‏ بل أنه الأسهل علي الإطلاق في تربيته من أي طيور أخرى.‏